الفتيات اللاتي ينتمين إلى طبقة عادية، آباء دون شهادات، أمهات على الأغلب ربات بيوت، وأخوة كثر .. فتيات يعشن في أماكن عادية وحي قد يكرهنه لأنه بعيد عن الأماكن التي نراها على إنستغرام ويحدث فيها المرح.
أعلم أنكن تتشاركن مساحة ضيقة وأحلام واسعة مع إخوتكن، وأنه كثيرًا ما ترغبن في مساحة أوسع تفكرن فيها براحة، وأعلم أنكن تقمن بعشرين عملية حسابية كل يوم لمعرفة كيف سيصمد المصروف أو المرتب إلى نهاية الشهر. أفكر فيكن كثيرًا، أفكر بماذا تشعرن أثناء التقليب على إنستغرام وكل القرارات بأن لا تقارنن أنفسكن مع فتيات العوالم المثالية على إنستغرام، لكنه وفي نهاية اليوم نعود للفعل نفسه، نبرره بأسباب كثيرة، أهمها الضجر.
إلى الصابرات على ظروف عمل صعبة لأنهن لا يمتلكن رفاهية الشكوى والاختيار، لمن نشكي والخيار الآخر هو الجلوس في المنزل دون دعم. إلى العاديات اللاتي يهربن من ظلم المجتمعات إلى رحابة المجموعات النسوية، ولكن قد يُخذلن. أنا مثلكن، كثيرًا ما هربت لبعض الصفحات النسوية باحثة عن الانتماء والتفهم، لكنني كثيرًا ما شعرت بعار أكبر، عار أنني لا أنتمي لطبقتهن، عار لأنني لا أبدو متحررة كفاية لأنتمي، عار لأنني لم أستطع حضور فعالياتهن المتأخرة لأن بيتي يبعد عن العاصمة ساعتين. أتفهم خيبتكن، لكنني أريد أن أخبركن أن لكِ مكانًا هنا، لربما ضيقًا الآن، ولكن كثيرين يرونكن. في هذا المكان، وعلى قدر ما استطعتِ، حاولي إفساح مساحة أكبر للعاديات ورواياتهن بدلاً من الانسحاب من هذه الدوائر.
أريد أن أطمئنكن أن الحياة غالبًا تصبح أفضل، ونصبح نحن أنفسنا أكثر صلابة وتحملًا. نتعلم أن لا نخاف الفرح لأننا استحققناه، ونتعلم أن نحب أنفسنا وبشرتنا المتعبة وغير الزجاجية، نحبها لأنها شهدت على قوتنا وجرأتنا على تخيل حياة وعالم أفضل. نتعلم أن نحب صوتنا المبحوح لأننا استهلكناه في طلب حقوقنا والإلحاح عليها، لكننا ورغم ذلك لم نخسره. نتعلم أن نتصالح مع محيطنا وظروفنا، آملين الأفضل ولكن دون إنكار أو خجل من أنفسنا العادية.
لربما طريقنا طويل، وخلاله لزم علينا أن نناضل أكثر من غيرنا، لكن ما أريد قوله من هذه الرسالة هو أن تحاولي تقدير نفسك بدلًا من الخجل منها وجلدها، أن تنظري إلى الوراء وتري كم قطعت الفتاة الصغيرة العادية من أشواط للوصول إلى هنا. الظروف العادية ليست شيئًا نخجل منه، ظروفنا ليست وصمة.
مع حبي الكبير،
بيان، فتاة عادية أُخرى