السلام عليكم ماما، أنتِ أول رفيقة رقيقة في حياتي. يمكن لو شو ما أحكي وأعبر، ما بقدر أوصف قديش بحبك، وقديش بتعنيلي، وقديش تعلمت منك في كل مراحل حياتي. ما بنسى أول مرة لمّحت إنه بدي كرة تنس، وفي ثاني يوم قلتيلي: “روحي افتحي الخزانة” ولقيتها فيها. أو الأيام اللي كنتِ تطلعي توصّليني لباص الروضة وتستني معي، وبس أطلع بالباص تبكي. أو لما كنتِ تسكتي أي حدا وتوقفي بوجههم لما يحاولوا يتدخلوا في قراراتي أو رغباتي من شو بدي البس لشو بدي أعمل في الحياة. ولو بدي أعد مواقف ما بنساها، ما بخلص. كثير كثار، كثيييير.
بحكو عني حنونة يا ماما، وإني بحب بدون شروط، وما بعرفوا إني تعلمت كل هالحنية منك. تعلمت كيف أحب بدون شروط منك، بكل مرة شفتك بتحبينا، أنا وأبوي وأخوي وأختي، رغم كل شي منعمله بضايقك. لما حسيت إني جاهزة أتزوج فكرت فيكِ، وفي كل شي حكيتِه، وفي كل شي كنتِ تعمليه مع أبوي. وقديش بكيتي عليه، وكيف لما سألك هو شو بيعني لك قبل ما يتوفى بأيام، حكيتِ له إنه هو أمير وملك وكل حياتك. وتفاصيل كثيرة ثانية ساعدتني أفهم الحب، الحب الصحي اللي ما يوجع، ولما يوجع بيعرف كيف يداويك ويخفف عنك.
اليوم بفكر وبحس وبتمنى إنه يكون مكتوب لي أصير أم. في لحظات خوف مرت عليّ لما سألت دكتورتي: “هل هقدر أنجب وأنا بأخذ أدوية تثبيت المزاج؟”، وحكت لي إنه لأ، لازم يتوقفوا عشان أقدر أحمل. ترددت وخفت من هالجواب اللي كنت متوقعته بس ما حبيت أفكر فيه، وبنفس اللحظة تذكرتك. تذكرت الإيمان اللي زرعتيه في قلبي، بكل مرة كنتِ تحكي عن قصة ولادتي، يقينك فيّ وأنتِ حامل بعد 18 سنة. وكل الحوادث اللي صارت معك خلال حملك فيّ، وكان اللي عمر أعيشه وتكون وحدة من نعم الله عليّ إنك أمي. الحمد لله دائماً وأبداً على هالنعمة. ويا رب يكون مكتوب لي البس ولادي جاكيتات الصوف اللي عملتيهم وحكيتِ “هدول لولاد وبنات خضراء”.
طول عمري بحكيلك إني ما بحبك بس لأنك أمي، بحبك لأنك إنسانة بتستحق الحب. بحبك لكل الأسباب وبحبك بدون أسباب، بحبك بكل شي عملتيه وكل شي ما عملتيه، بحبك لأنك أنتِ.
شكراً على كل شي، وسامحيني يا أمي.
بنتك المحبة دائماً،
خضراء
