Home 5 الإنتاج المعرفي 5 إلى امرأة  تُجبر على ارتداء ما لا تريده

read in English

إلى امرأة  تُجبر على ارتداء ما لا تريده

Mar 7, 2025

أكتب لك اليوم من موقعي الذي أوجدته بالدموع والمساندة والانسلاخ والبكاء والرغبة بالموت كما بالحياة والبحث عن نفسي وعن إيماني ليالٍ طويلة

من الممكن أن تكون دوائرنا ومجتمعاتنا شديدة الضيق بحيث تمنع عنا معرفة أن هناك احتمالات أخرى، وحين نعرف عن الاحتمالات الأخرى تقبض بيديها على رقابنا حتى لا نتشكل بأي صورة لا تشبهها. 

القوالب كثيرة، والانسلاخ صعب، وخلق قوالبنا الخاصة هو أصعب طريق من الممكن أن نختاره في سياقات صعبة.

في قصتي، أنا ابنة لعائلة منخفضة الدخل، أعيش في منطقة شعبية في شرق عمّان وأبحث عن الفرص مشرئبة العنق، جافة الحلق، لا أعرف عنك، ظننت أننا نتشارك السياق نحن الراغبات بخلع الحجابات عن رؤوسنا، لأكتشف لاحقاً أنني مخطئة، تأتي النساء من سياقات شديدة التباين والاختلاف، ولهذا بينما أقاتل أنا لخلع حجابي ربما تقاتلين أنتِ لارتدائه، في كل الحالات هناك أيادٍ  تمتد لتخنقنا وتمنعنا من تشكلٍ لا يرضيها ولا يشبهها. 

 رسالتي هذه للمرأة التي تُجبر على ارتداء حجابٍ لا تريده، أودّ أن أخبرك عن القلق والألم، والمجابهة والمواجهة، أشاركك حقائق لا نقولها عادةً، علّها تواسيك بشكلٍ ما، أو ترافقك في رحلتك، ذلك أنني كنت أشعر في لحظةٍ ما بأني غريبة وحيدة، لأنني أطلب شيئاً غريباً على البيئة التي آتي منها وأعيش ضمنها، وساندني وواساني لاحقاً أن أعرف أن هناك الكثير من النساء في هذا العالم يشاركنني رغبتي وآلامي.

عملية خلع الحجاب كانت طويلة، سألتني عنها الكثير من الصديقات والمعارف لاحقاً، كل مرة أخبرت فيها القصة كنت أتعافى، وكنت أضيف أو أحذف شيئاً من التفاصيل لأختبر نفسي ومدى تصالحي مع العبء وتشافيّ منه، 

هذه الرسالة غير مكتملة، لأنني لم أجد الخفة النفسية الكافية لأكتب، أثقلت المشاعر يدي عن الإسهاب والكتابة، أظنّ أنني لا زلت بحاجة إلى المزيد من الوقت، سأتوقف هنا، ربما يحين موعد تشاركنا لاحقاً، بصدفةٍ وطريقةٍ لا تتوقعها أيٌ منّا، إلى ذلك الحين، أكتب لك يا من تُجبرين على الأشياء، وتبتلعينها خوفاً أو قلقاً أو اتقاءً للشر والألم، أن هناك أبواباً تنفتح دائماً، وأن أحلك الليالي لا بدّ أن تمرّ، وأن هناك اخريات، لستِ وحدك، نحن موجودات. 

مجهولة

We´d love to meet you in person or online

Join us