في جلسة البث المباشر عبر الإنترنت التي نظمتها تقاطعات، أجمعت حقوقيات وخبيرات في قضايا حقوق المرأة الأردنية، على أن جائحة كورونا سببت ضربة موجعة لنساء في الأردن، أدت إلى تعرضهن لأنواع مختلفة من الانتهاكات وغيرها من أشكال العنف.
جاء ذلك خلال حديثهن في الجلسة الافتراضية على “فيسبوك” التي أعدتها ونظمتها مجموعة “تقاطعات“، والتي تناولت الحديث عن أثر وتداعيات جائحة كورونا على النساء في الأردن، وأدارتها الممثلة وصانعة المحتوى ماريا عليان. وشاركت فيها كل من أسمى خضر الرئيسة التنفيذية ومستشارة جمعية معهد تضامن النساء الأردني، و يارا الدير محللة برنامج العنف القائم على النوع الاجتماعي في صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وفي كلمتها خلال الجلسة، اعتبرت أسمى خضر، أن العنف الذي وقع على نساء في الأردن خلال الجائحة وتحديداً في فترة حظر التجول هو عنف مضاعف كان موجود قبل الجائحة، واصفة مرحلة حظر التجول التي مرت على الأردن ب “الحصار” الذي منع وحرم ضحايا العنف الأسري من اللجوء إلى جهات المساعدة والمساندة وحتى عائلاتهن.
وقالت خضر في سياق حديثها عن النساء اللواتي تعرضن لعنف أسري خلال فترة الحظر: “البقاء المستمر مع شخص عنيف في ظل ظروف ضاغطة، ضاعف من حدة هذا العنف وزاد من حدة خوف النساء لأن ليس لديهن أي مخرج“، مشيرة وفق ما ذكرته: “استقبلنا في فترة أول شهرين من الحظر 800 شكوى لدى مركز الإرشاد في تضامن من قبل نساء تعرضن لعنف مع العلم أننا نتلقى في العام الكامل ما يقارب 600-650 شكوى“.
كما وصلت حدود العنف على النساء في فترة الحظر بحسب ما بينته خضر إلى عدد من جرائم قتل بحق النساء والفتيات وكان اكثرهن استفزازا الجريمة التي راحت ضحيتها فتاة في عمر ال 14 عاماً من قبل أخيها لأنها أنشأت حساباً على “الفيسبوك“، واعتبرت أن فترة الحظر كشفت الغطاء عن عدم وجود نية حقيقية لردع العنف الواقع على النساء، ذلك بسبب إغلاق المؤسسات التي تقدم خدمات المساندة لضحايا العنف في فترة الحظر، الأمر الذي يبين ضرورة وجود قوى ضاغطة على صناع القرار بإعادة النظر في القرارات التي تصدرها الحكومة والتي تحد من وصول خدمات المساندة لضحايا العنف من النساء.
فيما استعرضت يارا الدير في كلمتها خلال الجلسة، أبرز نتائج الدراسة التي أجراها الصندوق خلال فترة الحظر، لافتة إلى 71% من عينة الدراسة من نساء ورجال قالوا أنهم/ن يشعرون بقلق وتوتر خلال فترة الحظر، وكانت أغلبية تلك الإجابات من النساء البالغات، وهو ما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع نسبة العنف وتحديداً العنف المنزلي، فالغالبية العظمى في الدراسة وبنسبة 69% قالوا أن العنف المبني على النوع الاجتماعي ارتفع خلال فترة الحظر.
وكانت أبرز أنواع العنف التي تمت ممارستها بحسب نتائج الدراسة التي استعرضتها يارا الدير: العنف النفسي والعنف الجسدي وغالباً من الزوج أو الشريك، إضافة إلى حالات كبيرة من التحرش الالكتروني على الفتيات.
وكشفت يارا الدير أن وباء كورونا ضاعف معاناة عاملات المنازل واللاجئات في الأردن، حتى أن نتائج الدراسة كشفت أن شعور القلق لدى اللاجئين السوريين كان أعلى بنسبة 10% من باقي عينة الدراسة، لافتة إلى أن جمعية اتحاد المرأة الأردنية أجرت دراسة بينت أن عاملات المنازل كانت الفئة الأكثر هشاشة خلال الجائحة، وتعرضن لأنواع مختلفة من الانتهاكات استهدفت رواتبهن، ووقع عليهن جهد مضاعف في العمل حيث وصلت عدد ساعات العمل خلال فترة الحظر لكثير منهن إلى أكثر من عشرين ساعة في اليوم الواحد.