الرئيسية 5 الإنتاج المعرفي 5 إلى العازبات اللاتي تجاوزن الثلاثين في مجتمعاتنا الشرقية

read in English

إلى العازبات اللاتي تجاوزن الثلاثين في مجتمعاتنا الشرقية

مارس 7, 2025

أكتب إليكن وقد بدأتُ عقدي الرابع حديثًا، ثلاثينية عزباء بدون حب وبدون شريك. الجميع يبحث لي عن عريس، حتى أولئك الغرباء الذين صادف وجودهم ذكرى ميلادي المجيد…

كل شيء حولي يذكرني بأنني قد دخلتُ عمرًا حرجًا؛ فإما أن أغتنم ما تبقى لي من فرص للارتباط، أو أن أكمل حياتي مع وصمة اجتماعية تُسمى “عانس”. لا يُغفر لي هنا ما قد حققته من إنجازات شخصية، بل يلقي بعض المقربين باللوم عليّ لاتخاذي قرار الاغتراب لإكمال الدراسة. تقول لي إحداهن: “شو ضل من عمرك هيك؟ متى حتتزوجي؟!”

أكتب إليكن لأشارككن تكرار الأسئلة حول أسباب تأخر زواجي، وعن نظرات الشفقة التي تحيط بالفتيات اللواتي تجاوزن الثلاثين وما زلن عازبات، وكأن الزواج هو الإنجاز الوحيد والحقيقي، وما دونه فشل وتعثر!

أصدقكن القول، إن غياب الدعم العاطفي قد يكون ثقيلًا في كثير من الأحيان، لكنني أكره تلك النقاشات التي تتمحور حول حياتي الشخصية وتنتهي بـ “عقبال نفرح فيكي!”، ولا أحد يقول: “عقبال تفرحي بحالك!” مثلًا. في الأولى، يُختصر الفرح في السردية الاجتماعية والثقافية التي تؤطرنا كسيدات برفقة زوج، من مبدأ: “ظل راجل ولا ظل حيطة”. و”الحيطة” هنا هي كل الإنجازات الشخصية والمهنية، تلك التي لا نُعتبر مكتملات بوجودها طالما يغيب الشريك الذكر عن الصورة!

لا تتوقف الضغوط عند الكلمات والمواقف في الدوائر الاجتماعية، بل تمتد إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث يُناقش العمر في مجموعات الأمومة وكأنه عائق وحلبة سباق. فتتصدر التعليقات المتكررة مثل: “الحمل في العشرين مش زي الثلاثين!” أو “عمرك أربعين؟ يعني إذا خلفتِ بعد سنة، فبعد عشر سنوات بيكون عمرك خمسين، حرام عليكِ؟!”، إضافة إلى العديد من المنشورات التي تبحث عن عريس لفتيات “يا حرام” تجاوزن الثلاثين بدون زواج!

لكنني لست حزينة، وأعيش الكثير من لحظات “خليني أفرح بحالي” دون انتظار أن يفرح أحد بي. لم أتعثر بشريك يستحق أن أشاركه وقتي وفرحي، وهذا أمر طبيعي لفتاة تفهم أن الزواج ليس معيارًا للسعادة أو النجاح. هو خيار لكثيرات منا فضلن الاستقرار وتطوير الذات على اختيار شريك حياة لا يحقق من قائمة المتطلبات إلا كونه ذكرًا مثلًا! أو ربما لم يكن الأمر خيارًا بالنسبة لكثيرات أخريات يبحثن عن حب حقيقي ولم يجدنه بعد!

أنتِ مكتملة، والشراكة الجيدة هي إضافة ممتعة ومشوقة، لكنها ليست المعيار الوحيد لنجاحنا…

دمتن بخير،
لمى

نود مقابلتك شخصيًا أو عبر الإنترنت

انضمي لنا