الرئيسية 5 الإنتاج المعرفي 5 إلى المنسيات والمهمشات، إلى من خطفهن الموت قبل أن تُسمع أصواتهن

read in English

إلى المنسيات والمهمشات، إلى من خطفهن الموت قبل أن تُسمع أصواتهن

مارس 7, 2025

أكتب إليكن بعدما استنزفت دموعي وخارت قواي مما سمعت عن قصصكن، تلك القصص التي أثقلها الظلم حتى خنقها. كنتُ أظن – أو ربما أردت أن أصدق – أن هذه المآسي باتت بعيدة، وأن العالم أصبح أكثر رحمة، وأن وضعنا كنساء قد بدأ يتحسن في هذه البلاد. لكن كلما اقتربتُ من الهامش، وجدتُ الدم المسكوب، والعدالة الغائبة، والظلم الممتد بلا نهاية. وجدتُ قصصكن محفورة في ذاكرة النساء، تحت السجاد، كادت تُدفن كما دُفِنتن.

لم أبحث عنكن، لكنكن وجدتنني. وجدتُكن في عيون نساء التقيتهن، في دوائركن، في أصواتهن المرتعشة وهنّ يخبرنني عنكن، وكأن ذاكرتكن تأبى أن تُمحى، وكأنها تُمرر من يد إلى يد، ومن قلب إلى قلب، كي لا تُطمس، كي لا تضيع.

واليوم، أقرر أن أكتب. أكتب ما سمعته، ما تردد في صدري، ما أصبح يطاردني كل ليلة في وجوه لم ولن أراها. كيف أوصل أصواتكن؟ كيف أروي حكاياتكن دون أن تنضم إليكن أخريات؟ كيف أوقف هذا النزيف؟ وكيف أكتبكن دون أن يتحول السرد إلى مرثية جديدة؟

أكتب إليكن وكأن رسالتي ستصل، وكأن أصواتكن ستعبر المسافات وتجيبني من الفراغ الذي تركه غيابكن. أخبروني، كيف نكسر هذا الصمت الذي كاد يخنقنا؟ كيف نمنع العتمة من ابتلاع مزيد من النساء؟ كيف نحول الألم الذي خلفه فقدكن إلى مقاومة تُبقي أخريات على قيد الحياة؟

لقد سلبوكن الحياة، لكنهم لن يسلبونا الذكرى، سنحمل أسماءكن، وقصصكن على ألسنتنا حتى لا تُمحى، ستظل ذكراكن حيّة، وستجد أصواتكن طريقها، حتى لو ظنوا أنهم أسكتوها

آمال

الأردن

نود مقابلتك شخصيًا أو عبر الإنترنت

انضمي لنا